وكالة مهر للأنباء- ديانا محمود؛ أشارت التحقيقات التي أجراها حزب الله حول عملية اغتيال الشهيد القائد مصطفى بدر الدين في العاصمة السورية دمشق إلى إن المجاهد الكبير الملقب بـ "ذو الفقار" اغتيل إثر قصف مدفعي ادى إلى إصابته واستشهاده، بعد ساعات من خطاب القاه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
لم تكن مفارقة عجيبة أن يحذر السيد حسن نصر الله من المجموعات الإرهابية كاداة لتنفيذ المخطط الصهيوني في المنطقة عشية تنفيذ هذه التنظيمات الإرهابية لمخططها المشؤوم في اغتيال القائد "ذو الفقار" فلم يعد غائبا عن أحد استهداف الإرهاب ومن يقف خلفه للمحور المقاومة، فما شهدته المنطقة خلال السنوات الخمسة الأخيرة من حرب وتدمير يعكس وبوضوح المخطط العدواني الذي يستهدف هذه الأمة ويضر بمصالحها لصالح الكيان الصهيوني الذي تمكن من توظيف هذه التنظيمات لمصالحه دون أن يكلف نفسه أتعاب جديدة.
الحرب بأموال من يدعي الإسلام على بيوت المسلمين وأرضهم أفضل ما كان يتصوره العدو الصهيوني وأسوء ما كان تتنظره أرض الشام التي تطمع بها القوى الاستعمارية وتحاول الوصول إليها.
في جردة على حساب العاصمة دمشق المستهدفة بشكل مباشر منذ خمس سنوات نرى إن ثلة من أبرز القياديين في المقاومة الاسلامية نالوا الشهادة على ارض العاصمة السورية دمشق، حيث اغتيل الشهيد عماد مغنية المناضل المجاهد عام 2008 إثر تفجير سيارة في حي كفر سوسة في دمشق، والشهيد سمير القنطار عميد الأسرى في السجون الاسرائيلية الذي تم اغتياله عام 2015 إثر غارة اسرائيلية استهدفته في بلدة جرمانا قرب دمشق ثم الشهيد جهاد عماد مغنية استشهد عام 2015 على مشارف الجولان، وأخيراً مصطفى بدر الدين تم اغتياله أمس (2016) إثر قصف مدفعي في العاصمة السورية بالقرب من مطار دمشق الدولي.
إلى جانب الشهداء القادة هناك مئات الشهداء المجاهدون من المقاومة الاسلامية نالوا درجة الشهادة على الأراضي السورية خلال التصدي للإهارب والجماعات التكفيرية، الأمر الذي يعكس تلاحم محور المقاومة من طهران إلى بيروت مروراً بدمشق، ومن يعرف دمشق وبيروت جيداً يدرك إن هاتين العاصمتين لايمكن أن تغنيان إلا أغنية واحدة، فالحرب الأهلية في بيروت في ثمانينات القرن الماضي لم تصمت على الحدود بل تسللت إلى كل البيوت في سوريا مخلفةً ورائها شهداء حملوا سلاحهم ليواجهوا الاجتياح الاسرائيلي لبيروت.
لم تنتظر حزب الله طويلاً حتى انخرط إلى جانب الجيش السوري في الدفاع عن الأراضي السورية ضد التكفيريين والجماعات الإرهابية، ليساهم في تطهير الأراضي السورية من رجس الإرهاب، فلم يكن العدو بالنسبة له مختلفا فالطبيعة نفسها فيما الأقنتعة مختلفة، وكواكب الشهداء زفتهم دمشق إلى بيروت مؤكدة أنهم ابنائها الطاهرون الذين دافعوا عن حمى بلادهم.
و في هذا المجال صرح المحلل السياسي اللبناني محمد خواجه لوكالة مهر للأنباء إنه لم يكن من الصعب من اللحظات الأولى لعملية الاغتيال اكتشاف الجهة التي أقدمت على هذا العمل الاجرامي، موضحاً إن طبيعة الاغتيالات السابقة ولاسيما على الأراضي السورية كانت تشير مباشرة إلى العدو الصهيوني الذي يستخدم الصواريخ مطلقة من الطائرات وتخلف تفجيراً كبيراً.
وأضاف خواجه إن الصور والدلائل الاولى لاغتيال الشهيد مصطفى بدر الدين كانت مختلفة وتوجه أصابع الاتهام نحو الجماعات الإرهابية فالعملية تم تنفيذها عن طريق قصف مدفعي، منوهاً إلى إن القصف ربما كان عشوائي وربما كان مستهدف فطبيعة الحرب في سوريا لا تستبعد مثل هذه الاحتمالات، مؤكداً إنها هي الوجه الآخر للعدو الاسرائيلي.
ونوه إن عشرات التنظيمات الإرهابية تشكلت خلال السنوات الخمس الاخيرة يمكن أن تقف خلف اغتيال الشهيد ذو الفقار، مرجحاً أن تكون عصابات مايسمى جيش الاسلام المتواجدة في المنطقة هي المسؤولة عن العملية الاجرامية، مضيفاً إن عدم تبني إي تنظيم إرهابي لعملية الاغتيال أمر مفاجئ، إلا إن بيان حزب الله واضح ويستند إلى التحقيقات.
وأشار خواجه حول عدم تبني اي تنظيم إرهابي لعملية الاغتيال بأن هذا الأمر مفاجئ وجاء على عكس ماحدث أثناء اغتيال الشهيد سمير القنطار حيث تبنى عدد من الفصائل الإرهابية هذا الاغتيال، مضيفا ان تبنيهم وعدم تبينهم لايغير شيئا على ارض الواقع، فالشهيد مصطفى بدر الدين توجه إلى الميدان السوري ميمنناً وجهه بالشهادة، ومعرفة ما اذا كان هذا الفصيل أو ذاك الفصيل قام بهذا العمل الاجرامي لايغيرفي الأمر شيئاً.
واكد المحلل السياسي إن الميدان السوري هو معركة مفتوحة مع جميع التنظيمات الإرهابية دون استثناء، مبيناً إن استشهاد "ذو الفقار" سوف يزيد من عزيمة المقاومة وإصرارها على القضاء على هذه الجماعات.
وأوضح خواجه تعليقاً على سؤال مراسلة وكالة مهر للأنباء حول التصادف المكاني لعمليات الاغتيال القادة الثلاث في العاصمة السورية دمشق بأن اغتيال الشهيد عماد مغنية كان ضمن مخطط أمني عسكري منفصل تماماً عما حدث من اغتيالات بعد الحرب، مشيراً إلى إن المسرح السوري اليوم مختلف فالقادة الميدانيون هم اليوم مجبورون على المزيد من الحركة وهم بالطبع تحت الرصد، مرجحاً أن تكون الاستخبارات الاسرائيلة تعمل على تزويد التنظيمات الإرهابية بالمعلومات الأمنية التي ترصدها، وذلك بسبب لأهداف المشتركة بينهم.
وفي هذا السياق يؤكد المحللون السياسيون إن المسرح السوري اليوم ليس بأفضل أحواله وطبيعة عمل القادة ليس عادياً فظروف الحرب لاتمكن من اتخاذ تدابير أمنية عالية، مثل الايام العادية.
فلنتذكر ما أشار إليه السيد حسن نصر الله حول صعوبة الايام والاشهر القادمة في الميدان السوري، ورغم ان سوريا في الأشهر السابقة حققت عدداً من الانجازات في بعض الجبهات الاستراتيجية لكن الاوضاع في الايام السابقة كانت مختلفة جدا، حيث ان تركيا والسعودية لاترغبان بالهدنة ولابظروفها لأنها أتت بعد تقدم للجيش السوري وحلفائه، اذن الهدنة الحالية هدنة هشة ولاسيما بعد اختراقات الإرهابيين على جميع الجبهات، الأمر الذي سيدفع الجيش السوري إلى إعادة فتح النار ضد الإرهابيين مما سيجعل الاشهر القادمة حاسمة. /انتهى/.
تعليقك